«°•..•°¸¸¤¸¸ô||..كنت ذات يومٍ طفلة..||ô¸¸¤¸¸°•..•°»

[size=29]

في أحد الليالي الكئيبة .. لم يظهر فيها ضوء القمر ..
كنت جالسة عند نافذة غرفتي ..
وقد ساد الصمت أرجاء الكون الكبير .. البعيد منه والقريب ..
وكانت السماء حالكة بالسواد القاتم ..
وكأن الحزن نشر في أرجائها كافه ..
إذا بنجمه تنبثق من كبد السماء .. وكأنها دمعة تنحدر من عين باكية ..
وإذا بفكري يجوب بي الخيال ..
و يقودني إلى ذكرى كانت محتبسة في الفؤاد ..
يرجعني إلى أيامٍ كنت فيها طفلة ..

.. وتبدأ قصتي ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
أسابق الأحلام ..
وأجري وراء الأماني والأخيال ..
أبني منها قصوراً رائعة مكلله بأحلامي الوردية ..
وتزدهر بأزهاري العطرية ..
وينابيعي الصافية النقية ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
كنت أتسابق مع أخوتي بفرح وسرور ..
كنت أتسابق لنرى من يصل إلى ذلك الحضن الدافيء الحنون ..
لنرتمي فيه ونحس بدفئة الغامر الذي ينعش القلوب ..
حتى أسرد لتلك الأذن الصاغية لي بإمعان ..
الأحداث التي تجري لي في ذاك الزمان ..
وكنت على ذالك الحال ..
حتى جاء اليوم الذي لم يكن في الفكر والحسبان ..

كنت ذات يوم طفلة ..
كبرت وكبرت معي الأحلام ..
وأصبحت هي المبتغى والأماني في ذاك الأوان ..
وتبدل الفرح والسعد ..
مع أول هبوب رياح الشتاء في ذاك المكان ..
تغيرت حياتي ..
مع بزوغ فجر ذاك الشتاء ..
ومع هطول أول قطرة مطر في ذاك اليوم الكئيب ..
انحدرت دمعة ساخنة حارقة من أجفاني ..
على وجنتي لتشعرها بالدفء الحارق الذي يملئ قلبي ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
نعم انحدرت الدمعة من أجفاني ..
في يومٍ كان صقيعه يهتك أوصالي ..
لا أعلم لما انحدرت ؟..
لا أعلم لما سقطت ؟..
ولما هي بهذه الحرارة الحارقة ؟..
أردت أن أواريها خلف ابتساماتي ..
خلف ضحكاتي الساخرة التي دوت ذلك المكان ..
أصبحت كالبلهاء في ذاك الأوان ..
ولكن لم أستطع .. عجزت ..
نعم عجزت ..
دموعي .. ألآمي .. آهاتي .. وأنيني ..
هزموني .. قهروني .. أتعبوني ..
أصبح كل هذا الشعور الذي تكدس في داخلي اقوى مني ..
أصبح كالجبروت الذي يطبق على أنفاسي ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
كل هذا الذي جرى لي ..
كل هذا الذي أنا فيه ..
كل هذا السخط الذي خرج من مشاعري فجأة ..
والذي لم أستطع تجاهله ولو للحظة ..
كل هذا حدث لي ..
وأنا لازلت طفلة ..
في أحضان الربيع ألهوا ..
وعند سكينة الليل إلى عزلتي الطفوليه أغدوا ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
أتعلم يا قلبي المسكين ..
القابع بين أضلعي كالطعين ..
لما هذا النحيب وهذا العويل ..
الذي تصدره أنفاسي كل وقت وكل حين ..
وأنا وأنت لازلنا أطفال في عمر زهور البساتين ..
أتعلم .. أتعلم ..؟!
لما كل هذه الدموع الحارقة كالجمار ؟..
لما هذا ؟!.. ولما هذا التغير الكبير في حياتنا ؟..
أتذكر ؟!..
أتذكر عندما طرق بابي ذاك الغريب عن الديار ؟!..
ودخل حياتي دون أذن أو أستأذان ؟.
أتذكر ذلك الغريب ؟..
عندما طرق بابك في ليل سَكِن ؟..
وهب منه ريح ينعش به مشاعر كانت تنام كالمساكين ..
مشاعر لم تعرف في يومها أي معنى للأنين ..
وها هي الأن وفي هذه الأوقات ..
لا تنطق .. ولا تزفر بنفس ..
إلا و الآه تسبقه .. ومن بعدها الأنين يتبعه ..
ووشاح الأحزان قد كساها ..
وبلوعة الحرمان قد كواها ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
آ آ آه يا قلبيا العليل ..
ما الذي جرى لك ؟..
ولما هذا السخط الذي باغتني به ؟..
فما ذنبي وذنبك ؟..
وما ذنب أنفاسي التي عشقت وأغرمت ؟..
قل لي أجبني ؟..
ألا تعلم أنني مثلك أعاني ؟..
وبلوعتك الحراقة أقاسي ؟..
وبهمس أحزانك تنزف جراحي ؟..
قل لي أجبني ؟..
ألستُ جزءً منك وأنت جزءٌ مني ؟..
أليس جرحك جرحي .. وجرحي جرحك ؟..
فلما تعذبني هكذا ؟..

كنت ذات يوم طفلة ..
حبي الذي جاء ..
وسكن في وسط الأحشاء ..
وسطر أحلى وأعذب الألحان ..
يترنم بها أحساس غدى اليوم في عمق الجراح ..
حبي الذي جاء ..
رحل مع أسراب الطير والحمام ..
رحل مع أول هبات نسيم فصل الربيع الذي حان ..
بعد أن أغتصب قلبي بحبه العذري ..
بعد أن داهم أحلامي ..
و أخيالي .. وأفكاري ..
بعد أن بنى قصره الملكي وتوجني على عرشه الأزلي ..
توجني ملكة على قلب خاوي ..
لا مشاعر فيه ولا أحاسيس ..
توجني على قلب صدأ من زحمة الأيام ..
و هتارات الأزمان ..

كنت ذات يومِ طفلة ..
ارتجيت ذاك الغريب ..
الذي غدى قلبي في حبه أسير ..
ارتجيت ذاك الغريب ..
نعم ارتجيته ..
بكل الحب والود ..
ارتجيته بكل شوقٍ ولهفة ..
ارتجيته بكل مشاعري المتكتلة في وجداني ..
ولكن ما نفع هذا الرجاء ؟!..
غير صد وحرمان ..
غير جفاء وهجران ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
جفاني .. هجرني .. وأضناني ..
رحل بكل هدوء وبرود ..
رحل بكل قسوة وجبروت ..
رحل وخلف ورائه بقايا مشاعر وإحساس ..
خلف ورائة بقايا إنسان ..
كان يسكنه الحب والحنان ..
تركني ورحل ..
كما ترحل الطيور في مواسمها ..
ولكن دون رجعه ..
وخلفني ورائة بقايا حطام إنسان ..
وجعل الدمع الجمر والسهام..
تحرق أحشائي كلما حانت الذكرى والأحلام ..
أحبني .. وأحببته ..
عشقني .. وعشقته ..
هجرني .. تركني .. حرمني ..
وســـــــامحته ..

كنت ذات يومٍ طفلة ..
عندما داهم ذاك الغريب حياتي ..
واستعمر قلبي وإحساسي ..
وطوق جميع مشاعري ..
كنت حينها طفلة لم تفقه من الحياة وحبها شيء ..
وكانت أول خطواتي وبدايتها ..
في أحضان ذاك الغريب ..
فكم تمنيت لو لم أخرج من أعتاب بستاني ..
وظللت ألهوا مع من لف حياتي بدفئه وحنانه ..
فكم تمنيت وتمنيت ..
فما نفع الأماني الآن ..
وقلبي قد غدا في هذه الدنيا بقايا رماد ..
فما عاد لطعم السعادة مكان ..
فأرجعني أيها الغريب إلى بستاني وأيام حناني ..
وأرحل أنت إلي أينما تشاء ..
فلم أعد أطيق العذاب والأحزان ..
ودعني أرجع أيام طفولتي التي كانت ..
كنت ذات يومٍ طفلة ..

بعذب همسي نثرتها وبدماء قلبي نقشتها .. وبنتظار نقدكم لها:..

[size]

خـــآطره مميزه

يسلمووو على هالاختيار وهالذووووق

تقبل مروري

أتعبني غ ـمووضكـ

تسلميـــــــن على هالمــــــرور ويعطيج العـــــافيــــــه