كان الصباح يا سيدي
ممزوج برائحة القهوة
تتراقص على نسماته وريدات الجوري
كان يا سيدي ككل صباح ممل
بدأت جولتي الصباحية في المقهى
جلست ارتشف قهوتي
واقضم اطراف فطيرتي بتقاعس
وكأن فراشي لا يزال ملتصق بي
مزاجي متعكر ..
احلامي متبدده ..
رفعت يدي:
أيها النادل اعطني الفاتورة
ارتديت معطفي و خرجت
..**..**..**..**..
كان الطريق صامت
والاناس لا يتحركون
و النساء لا تعرف معالم وجوههم من الألوان
والرجال لا يبتسمون
والمدارس ضاجة بالصراخ و البكاء و الضحك
كان الطريق طويلاً جداً
وبارداً جداً
رغم أنه يا سيدي
كان بضع خطوات من المقهى إلى سيارتي
..**..**..**..**..
سأخبرك يا سيدي
أني متقاعسة اليوم عن حبك
ولربما غداً
وقد أكون حتى السنة القادمة
و توقعاتي تنبأني أنه إلى الأبد
سأخبرك..
اصبحت الألوان لدي
ابيض و اسود
اسود و ابيض
مسائي رتيب
اعود إلى أحضان فراشي بشوق
كي اكمل روتين يومي
غالباً كنت أجيء مهلكة
فأنام دون أن انزع حذائي المزعج
وقميصي الذي يكاد يلتصق بي و يتسمى بأسمي
و ربطة عنقي اللتي تكاد تخنقني
و بنطالي الأسود الكئيب
..**..**..**..
يوماً ما يا سيدي الجليل
قرع باب صندوقي المسمى قلبي
و تسللت إليه الوان شتى
يوما ما يا سيدي الفاضل
ازلت من ذاكرتي اللون الأسود و الأبيض
يوما ما ..
تسلل إلى اطراف أغصاني المسماة بأصابعي أنامل
أعادة لفروعي الحياة
ويوماً ما ..
لم أخبرك به
كنت أريدك معي
و لم أجدك
لأنك ها أنت أنتهيت
..**..**..**..
بالأمس
كنت أبكي
على عتباتي منزلك
احتضنني رجل هرم
يدعي أنه الحب
ولثمت جبيني أمرأة هرمة
تدعي بأنها الحياة
كانا متلازمين
حقاً كانا هرمين
إلا أنهما كانا شابين
عندما يتململ الحب
تمنحه الحياة الأمل بقبلة على وجنته
و عندما تبرد الحياة
يمنحها الحب الدفء بحضن دافئ منه
واليوم
اكتشفت أن الحياة سرها الحب
و الحب هو ما أمقته بوجودك
لكن لا يزال لقداسة الحب بقايا
كبقايا السكر في قاع فنجان القهوة الصباحية
[/center]